حوار وتجديد (وكالات) خالد المهدي :
مع رحيل محمد حسين فضل الله يفقد الشيعة العرب مرجعية كانت الأكبر لهم في المنطقة . ونظراً لقوة مفهوم " التقليد " الذي يدفع الشيعة إلى اتباع تعاليم مرجعياتهم ، فإن غياب فضل الله سيترك ثغرة كبيرة بالنسبة للكثيرين دينياً وسياسياً.
ومن المعروف أن لرجل الدين الراحل آراء فقهية تدعو للوحده الاسلاميه ، فهو يحرم شتم الصحابة وزوجات النبي صلى الله عليه وسلم، ولا يقول بامتلاك أئمة الشيعة علم الغيب ، كما لا يقر باعتداء الخليفة الثاني ، عمر بن الخطاب ، على فاطمه بنت النبي وزوجة الخليفة الرابع، علي بن أبي طالب .
و بحسب تقرير نشره موقع السي ان ان يرى أنصار فضل الله أن فتاويه لها طابع عصري وتنويري، إذ يتناول قضايا يتجنبها رجال الدين عادة، وتتعلق بحياة الناس اليومية والمسائل المرتبطة بالعلوم الحديثة.
يرى مراقبون أنه كان لفضل الله آراء واضحه في رفض القول بتحريف القرآن ، كما حرّم شتم الصحابة والخلفاء (أبو بكر وعمر وعثمان،) أو القول بكفرهم وردتهم عن الإسلام ، وكذلك زوجات الرسول ، بمن فيهن عائشة التي خاضت "حرب الجمل" ضد علي بن أبي طالب.
وندد فضل الله بالممارسات التي يقوم بها بعض من الشيعة بمناسبة عاشوراء، من جهة ضرب الرأس والجسد بالسكاكين والسلاسل، واصفاً الأمر بأنه غير لائق .
كما قام فضل الله بإخراج مسألة الإيمان بإمامة علي وعصمته حصراً دون غيره من الصحابة من أسس الإسلام ، واعتبرها من أسس المذهب الشيعي فقط . وبذلك فقد اعتبر أن أسس الإسلام ثلاثة، هي التوحيد والنبوة والمعاد، ومن قال بها فهو مسلم، منهياً بذلك، من وجهة نظره ، الخلاف العقائدي بين السنة والشيعة.
وأجاز فضل الله استخدام الحسابات الفلكية لمعرفة موعد حلول شهر رمضان، دون الحاجة لمراقبة الهلال بالعين المجردة، ورغم أن البعض رحب بالأمر باعتبار أنه يجعل عملية الصوم تستند إلى العلوم الحديثة، إلا أن هذا لم يحل دون بعض البلبلة، خاصة في البلدان التي فيها مقلدون له، إذ كانوا يصومون في يوم، بينما يصوم سائر الشيعة في يوم آخر، ويصوم السنة في يوم ثالث.
ومن الأمور التي أثارت اللغط ضد فضل الله، كانت مواقفه حيال النساء ، فبمناسبة اليوم العالمي لمناهضة العنف ضد المرأة أفتى بأنّه لا ولاية لأحد على المرأة "إذا كانت بالغةً رشيدةً مستقلّة،" وأن قوامة الرجل على المرأة لا تعني سيادته عليها، وبالتالي يمنع على الرجل ضرب زوجته خارج شروط الشريعه ، ويحق لها مبادلته العنف دفاعاً عن النفس اذا تجاوز هذه الشروط .
كذلك أباح فضل الله للمرأة، في الإطار نفسه، منع الرجل من التمتع ببعض حقوقه الزوجية ، مثل الجنس إن كان هو قد منعها من بعض حقوقها، وهو ما أثار ردود فعل غاضبة من علماء دين سنة وشيعة على السواء.